بقلم راتب ربيع، KCHS
بصفتي ابنًا لوالدين نجيا من النكبة وفرّا إلى الأردن كلاجئين في عام 1948، فقد ولدت ونشأت وسط المأساة العميقة والنضال المستمر للشعب الفلسطيني. أثناء نشأتي، شهدت بنفسي تصميم الفلسطينيين وصمودهم، فضلاً عن صعود المقاتلين من أجل الحرية الذين يسعون إلى استقلال فلسطين.
في عام 1975، انتقلت إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراستي الجامعية. خلال دراستي، تعمقت في التاريخ الأمريكي، لا سيما النضال من أجل الاستقلال الذي قاده الوطنيون الأمريكيون. كما اكتسبت تقديرًا عميقًا للدستور الأمريكي، الذي أعتبره أحد أفضل النماذج للحكم – نموذج يمكن أن يكون مثالياً لأي دولة ناشئة أو حتى كبديل للأنظمة القائمة التي تسعى للتحول والحكم الرشيد.
ان الوطنيون الأمريكيون، الذين عرفوا باسم “Patriots”، من المستعمرات الأمريكية الثلاثة عشر التي عارضت الحكم البريطاني في القرن الثامن عشر، مما أدى إلى الثورة الأمريكية (1775-1783). كانت حالة الاستياء المتزايدة ناجمة عن الضرائب التي فرضتها بريطانيا دون تمثيل، مثل قانون الطوابع (1765) وقانون الشاي (1773)، والتي أشعلت أحداثاً مثل “حفل شاي بوسطن”.
بحلول عام 1775، تصاعدت التوترات إلى صراع مفتوح مع معارك “ليكسينغتون” و”كونكورد”، مما أشار إلى بداية الحرب الثورية. قاد زعماء مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون وجون آدامز المستعمرات لدعم الاستقلال، وتوجت الجهود بتوقيع إعلان الاستقلال عام 1776، الذي قطع رسميًا العلاقات مع بريطانيا.
قاتل الوطنيون، جنبًا إلى جنب مع الميليشيات المحلية والجيش القاري، القوات البريطانية في معارك حاسمة، بما في ذلك الانتصار المحوري في “ساراتوجا” عام 1777، والحصار الحاسم في “يوركتاون” عام 1781، حيث استسلم الجنرال البريطاني كورنواليس. انتهت الحرب بمعاهدة باريس عام 1783، التي اعترفت فيها بريطانيا باستقلال أمريكا، مما أنهى الحكم البريطاني وولدت الولايات المتحدة.
رغم أن البريطانيين اعتبروا الوطنيين متمردين ومجرمين أو متمردين غير شرعيين، إلا أن مصطلح “الإرهاب” لم يُستخدم حتى عهد “عهد الإرهاب” في الثورة الفرنسية عام 1789. ومن المنظور الأمريكي، كانوا يعتبرون مقاتلي حرية وثواراً يقاتلون من أجل الاستقلال والحكم الذاتي.
الفلسطينيون منذ زمن طويل هم الحلقة الأضعف، يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 75 عامًا، بعد عقود من الحكم البريطاني، وقبل ذلك الإمبراطورية العثمانية. على مر الأجيال، قاوموا وقاتلوا من أجل حريتهم واستقلالهم، تمامًا كما فعل الوطنيون الأمريكيون الذين سعوا إلى الحرية لأمتهم.
منذ 7 أكتوبر 2023، تفاقمت الأوضاع بشكل مأساوي. قُتل أكثر من 40,000 مدني، وأصيب أكثر من 94,000، ويعاني عدد لا يحصى من الأشخاص من نقص حاد في الغذاء والماء والإمدادات الطبية والخدمات الصحية. لمزيد من المعلومات، يمكنك زيارة موقع OCHA.
وجهة نظري هي: جميع الفلسطينيين، بغض النظر عن مكانهم – سواء في فلسطين أو في الشتات – هم مقاتلو حرية. إنهم متحدون في مقاومة أطول احتلال في التاريخ الحديث. تأخذ مقاومتهم أشكالاً عديدة: القتال، الصمود في أرضهم، الدفاع عن حقوقهم، والعمل من أجل تحقيق حلمهم بدولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة.
الفلسطينيون ليسوا إرهابيين أو مجرمين أو غير شرعيين، كما تتهمهم بعض القوى الكبرى والجاهلين والحاقدين. إنهم يسيرون على خطى الوطنيين الأمريكيين الأوائل، الذين قاتلوا من أجل استقلالهم وبنوا أمة تأسست على المساواة والحرية والعدالة للجميع. وكما انتصرت إرادة الشعب الأمريكي، ستنتصر إرادة الشعب الفلسطيني في تحقيق حقه في تقرير المصير والاستقلال في النهاية.
بارك الله في الولايات المتحدة الأمريكية. بارك الله في فلسطين.
راتب ربيع
رئيس HCEF/KTH والمدير التنفيذي
أمريكي فخور بأصوله الفلسطينية